إحنا دايمًا بنتأثر وننبهر بقصص الأبطال اللي بنسمع عنها… لكن الإحساس بيبقى مختلف تمامًا لما تقابل بطل منهم وجهاً لوجه.
سنة 2017، كان عندي شرف إني أقابل الدكتور ويليام تان – واللي أقدر أقول بمنتهى الثقة إنه مش بس إنسان عظيم، لكنه أسطورة حقيقية في التحدي والصمود.
فاكر كلماته وقتها كويس:
“أنا بتدرّب بقوة عشان أشارك في دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو 2020.”
الجملة دي وقفتني! أدركت في اللحظة دي إنه مش من النوع اللي بيستسلم. الراجل ده انتصر على المرض، غلب إعاقته، وقرر يكتب بنفسه قصة مختلفة مليانة إنجازات.
ويليام اتولد سنة 1957، ولسوء حظه اتصاب بشلل الأطفال وهو عنده سنتين بس، واتشلّ نصه التحتاني. والده كان بياع بسيط في الشارع، والحياة ما ادّتش له أي امتياز.
في الحضانة اتعرّض للتنمّر بشكل بشع، زمايله كانوا بيشدوا ودانه ويضربوه لمجرد إنه مختلف عنهم. وفي الآخر… اتطرد من الحضانة!
وكأن ده مش كفاية، جات الضربة التانية: تشخيصه بسرطان الدم (لوكيميا) في المرحلة الرابعة – مرحلة بيقولوا إنها نهاية الطريق. الأطباء قالوله: “12 شهر بالكثير وتكون انتهيت.”
لكن د. ويليام كان شايف إن القصة لسه في أولها. درس، وذاكر، وكمل طريق العلم لحد ما اتخرج من جامعة سنغافورة، وبعدها حصل على بكالوريوس شرف من جامعة هارفارد في الفسيولوجي.
وفي نفس الوقت، كان رياضي من طراز نادر.
🏅 فاز بـ 3 ميداليات ذهب في الألعاب الآسيوية للمُعاقين.
🏅 شارك في أولمبياد سيول 1988، ألعاب الكومنولث، وبطولات عالمية تانية.
🏅 كسر 6 أرقام قياسية عالمية في الماراثون، منها إنه أسرع واحد يكمل 3 ماراثونات في 3 دول متتالية خلال 3 أيام!
وما اكتفاش بده… كل سباق كان بيحوّله لمبادرة خيرية. لحد دلوقتي ساهم في جمع أكتر من 18 مليون دولار لصالح جمعيات خيرية في العالم.
في 2007، بقى أول إنسان في التاريخ يعمل ماراثون على كرسي متحرك في القطب الشمالي وسط درجة حرارة –25°!
نفس السنة، خلّص 7 ماراثونات في 7 قارات خلال 26 يوم، عشان يموّل مشروعات خيرية عالمية.
حتى بعد ما عرف سنة 2009 إنه عنده لوكيميا في مرحلة متأخرة، وهو بيخضع لعلاج كيماوي قاتل وزرع نخاع، كان بيدافع عن المرضى الغلابة اللي مش قادرين يدفعوا تكلفة علاجهم.
وبعد سنة واحدة بس من زرع النخاع؟ رجع وكسر الأرقام تاني… جري ماراثونين وحقق أزمنة أفضل من قبل إصابته بالسرطان!
وفي 2014 و2015، ركب دراجته اليدوية وقطع 500 كم من لندن لباريس في 4 أيام لدعم أبحاث السرطان.
رغم كل ده، سباقه الأصعب والأطول كان ولا زال مع اللوكيميا. لكن حتى السباق ده، بيواجهه بنفس العزيمة اللي واجه بيها كل تحدي في حياته.
مقابلة د. تان غيّرت فيّ كتير. خلّتني أبص لحياتي وأسأل نفسي: يا ترى لو الزمن رجع بيا، كنت هعيشها إزاي؟
الإجابة كانت واضحة:
📝 مش مهم أبدأ من جديد… لكن لسه أقدر أكتب نهاية جديدة.
✨ قصة د. ويليام تان مش بس عن بطل رياضي أو طبيب ناجح، لكنها رسالة لينا كلنا:
إن الظروف ما بتعرّفش مستقبلنا… إرادتنا هي اللي بتحدده.
وإن العظمة مش في اللي بنحققه لنفسنا، لكن في اللي بنقدمه لغيرنا مهما كانت الظروف.